د. صلاح الدين سيدهم: الـشـعـب الـجـزائـري مـطـالَـب بـاتـخـاذ مـوقـفـه !

تـشـهـد بلادنـا مـنـذ أيـام أحـدثـا غـامـضـة، ذات صـلـة بـالمـعـارك الـجـوفـيـة الـتـي نـشـبـت مـا بـيـن الـعُـصـب الـتـي تـتـقـاسـم الـحـكـم. وبـصـرف الـنـظـر عـن مـضـمـونـهـا، لـقـد كـشـفـت لـنـا هـذه الأحـداث، الـوجـه الًـحـقـيـقـي للـصوص الـذيـن اسـتـولـوا عـلـى الـسـلـطـة والـمـوارد الـحـيـويـة لـوطـنـنـا.

إنٌ تـفـشـي هـذه الـحـالـة مـن الـفـسـاد والـنـهـب لـثـروات الـبـلاد تـسـتـدعـي مـنٌـا جـمـيـعـا، ردٌ فـعـل قـويٌ وطـارئ، إذ أنٌ الـجـزائـر، هـيٌ لـكـل الـجـزائـريٌـات والـجـزائـريٌيـن.، ونـرفـض بـتـاتـاً أن تـصـبـح مُـلـكـا خـاصـاً لـعُـصـب عـمـيـلـة أوْ غـنـيـمـة بـيـد الـسٌـفـاحـيـن.
وضـمـن هـذا الـمـفـهـوم، أودٌ طـرح مـبـادرتـي هـذه، لـنـقـاش هـادئ مـن طـرف كـل الـمـواطـنـيـن الـمـعـنـيٌـيـن:
يـتـعـلـق الأمـر بـإنـشـاء تـنـسـيـقـيـات مـن أعـضـاء جـالـيـاتـنـا الـنـزهـاء، الأحـرار – بأوروبـا، وكـنـدا، والولايـات الـمـتـحـدة، وفي كـل مـواطـن الـهـجـرة – بـهـدف الـبـحـث عـن الأرصـدة الـمـالـيـة الـمـودعـة هـنـاك مـن طـرف بـارونـات الـنـظـام حـتـى نـلاحـقـهـم قـضـائـيـا لـذي الـسـلـطـات الـقـضـائـيـة لـتـلـكـم الـبـلـدان، تـحـت تـهـم الاخـتـلاس والـتبـديـد لأمـوال عـمـومـيـة تـعـود للـشـعـب الـجـزائـري.

سـوف تـتـسـع رقـعـة هـذه الـمـبـادرة وتـأخـذ مـنـحـا إيـجـابـي سـيـؤدي – بـحـول الله – إلـى اسـتـرجـاع أمـوال الـشـعـب الـمـخـتـلـسـة. وهـكـذا، سـيـرى الـمـلأ عـبـر الـعـالـم، أنٌ الـجـزائـر لـيـسـت بـتـلـكـم اللـقـمـة الـسـائـغـة فـي أفـواه الـغـيـلان الـنـابـعـيـن مـن بـطـون الـفـسـاد و اللاشـرعـيـة الـذيـن طـالـمـا نـالـوا مـن خـيـراتـهـا وسـمـعـتـهـا.

كـمـا ألـتـمـس مـن مـجـمـوعـة "نـداء 19 مـارس 2009" وممـن انـضـمـوا إلـيـهـا عـلـى سـواء، وكـذا مـن كـل حـركـات الـمـعـارضة الـحـقـيـقـيـة، أن تـتـبـنٌـى مـبـادرتـنـا هـذه لـنـقـف جـمـيـعـا إلـى جـانـب مـواطـنـيـنـا، إذ يـنـبـغـي لـهـذه الانـتـفـاضـة أن تـكـون انـتـفـاضـة شـعـب بـكـامـلـه.

وأنـاشـد فـي هـذا الـمـضمـار، مـواطـنـيـنـا مـن رجـال الـقـانـون، لـيـسـاهـمـوا بـخـبـرتـهـم عـلـى قـولـبـة هـذه الـمـبـادرة فـي الـصٌـيـغـة الـمـوافـقـة للـقـانـون الـجـزائي الـدولـي مـن أجـل مـتـابـعـة الـمـتـهـمـيـن ومـحـاكـمـتـهـم واسـتـرجـاع الـخـزيـنـة الـجـزائـريـة كـل الأمـوال الـمـخـتـلـسـة مـن طـرف الـمـجـرمـيـن الـذيـن تـسـبـبـوا فـي إهـدار الـمـلـيـارات مـن الـنـقـود وألـحـقـوا خـسـائـر لا تـحـصـى ولا تُـعـد، بـالـبـلاد والـعـبـاد.

وأخـيـراً نـتـرك للـتـاريـخ وحـده، أن يـحـكـم عـلـى مـن يـقف إلـى جـانـب اللـصـوص والـمـجـرمـيـن الـعـمـلاء ومـن يـقـف إلـى جـانـب الـشـعـب والـوطـن.

د. صلاح الدين سيدهم

ناشط في مجال حقوق الانسان