(Array|find{498}|oui)
11 كانون الأول (ديسمبر) 2010
ال مصطفى بوشاشي إن’’النظام ليس وحده المسؤول عن عدم تقدم منظومة حقوق الإنسان في الجزائر، وإنما أيضا المجتمع المدني والمثقفين’’، مشيرا إلى وجود ’’استقالة في المجتمع حيال المطالبة بالحقوق’’.
وأوضح رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في ندوة نقاش بمناسبة الذكرى الـ 62 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واليوم العالمي لمكافحة الفساد المصادف لـ 9 ديسمبر، أنه ’’في مقابل تحقيق دول إنجازات متقدمة في مجال حقوق الناس، بقيت الدول الشمولية ومن بينها الجزائر تنتهك كرامة مواطنيها’’. وقال عن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية ’’أصبحت في مؤخرة انشغالات السلطة’’، قبل أن يؤكد في الندوة التي تقاسمت معه تنشيطها مديرة ’’لا ناسيو’’ المتوقفة عن الصدور، سليمة غزالي أن ’’المجتمع المدني والمثقفين يتحملون أيضا المسؤولية حيال الوضع’’، على أنه ’’لا يمكن التباهي فقط بأن الجزائر صادقت على جميع الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان، والحقيقة أنها مجرد توقيعات دون ملموس على أرض الواقع’’.
وأبدى المتحدث امتعاضا حيال ’’انعدام المسؤولية لدى المثقفين تجاه المجتمع’’، في معرض تأكيده، صمت مخيم على الساحة الحقوقية والمدنية، وقال: ’’ليس هناك نضال من أجل الحقوق والحريات، إنما هناك استقالة’’، بينما قالت سليمة غزالي، الناشطة الحقوقية وصاحبة جائزة ’’ساخاروف’’ لحقوق الإنسان التي يمنحها الاتحاد الأوروبي: ’’لست مقتنعة اليوم، أنني في بلد الكلام فيه ينفع، لذلك أفضل التكلم بلغة الصمت’’، قبل أن توضح ’’لا أؤمن بوجود مجتمع مدني في الجزائر كما لا أؤمن بنضال سلمي من أجل الحقوق’’، مبدية تأييدها ’’لكل الحركات الاحتجاجية التي تقام للتعبير عن المطالب الاقتصادية والاجتماعية’’.
وأسقطت غزالي نظرتها الحقوقية الموسومة بخيبة أمل كبيرة على الشائع من فضائح الفساد، حين استغربت: ’’عدم محاسبة المسؤولين’’، وقالت إن نجاة مسؤولين بفعلاتهم ضاعف فضائح الفساد وأصبحت الفضائح عادية’’.
وعاد رئيس الرابطة ليوضح أن ’’الفساد أثر تأثيرا مباشرا على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية’’، لما أصبح جزء من مداخيل الجزائر من المحروقات يلتهمه أشخاص في مقابل هناك أمهات بأطفالهن يفترشن الشوارع. وأضاف: ’’لا يمكن المطالبة بحقوق سياسية دون أن تكون لدينا حقوق اقتصادية، فالذي لم يجد سكنا يأوي إليه لا يمكنه المطالبة بحق سياسي’’، قبل أن يؤكد: ’’ليس هناك تناغم في المجتمع بما يسمح بتشكيل كتلة موحدة تدافع عن نفسها’’، حيث كان يتحدث عن عدم وجود تضامن بين أعضاء المجتمع المدني، واستدل بـ’’أهالي المفقودين’’ الذين لم يجدوا نقابيا ولا ممثلا حزبيا يساندهم’’. كما تحدث بوشاشي عن نفسه قائلا: ’’أعرف أنني ربما (سيرك عمار) عندما أندد، أخدم السلطة، لما يقال إن في الجزائر ديمقراطية ومعارضة تتحدث، لكن هذا هو السلاح الوحيد حيث لا يمكنني السكوت’’.
ح. سليمان
الخبر 11-12-2010